.تفسير الآية رقم (26):
{وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (26)}(26)- وَالذِينَ يُؤْمِنُونَ بِيَوْمِ المَعَادِ وَالحِسَابِ فَيَعْمَلُونَ لَهُ وَتَظْهَرُ آثَارُ ذَلِكَ فِي أَفْعَالِهِمْ وَأَقْوَالِهِمْ وَتَصَرُّفَاتِهِمْ.
.تفسير الآية رقم (27):
{وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (27)}(27)- وَالذِينَ هُمْ خَائِفُونَ وَجِلُونَ مِنْ تَرْكِهِم الفُرُوضَ وَالوَاجِبَاتِ، وَمِنِ ارْتِكَابِ المَحْظُورَاتِ، فَيَكُونُ ذَلِكَ سَبَباً فِي حِرْصِهِمْ عَلَى أَدَاءِ.المَزِيدِ مِنَ الطَّاعَاتِ.مُشْفِقُونَ- خَائِفُونَ اسْتِعَظَاماً للهِ.
.تفسير الآية رقم (28):
{إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ (28)}(28)- وَلا يَنْبَغِي لِعَاقِلِ أَنْ يَأَمَنَ عَذَابَ اللهِ، وَإِنْ زَادَ فِي الطَّاعَاتِ، وَلا يَأْمَنُهُ أَحَدٌ إِلا بِأَمَانٍ مِنَ اللهِ.
.تفسير الآية رقم (29):
{وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (29)}{حَافِظُونَ}(29)- والذِينَ يَكُفُّونَ أَنْفُسَهُمْ عَمَّا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النِّسَاءِ، وَيَحْرِصُونَ عَلَى أَلا يُقَارِفُوا مُحَرَّماً لَمْ يُبِحْهُ اللهُ لَهُمْ.
.تفسير الآية رقم (30):
{إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (30)}{أَزْوَاجِهِمْ} {أَيْمَانُهُمْ}(30)- وَلا يَقْرَبُونَ إِلا مَا أَحَلَّهُ اللهُ مِنْ أَزْوَاجٍ، أَوْ مِنْ إِمَاءٍ يَمْلِكُونَهُنَّ، فَإِنَّهُمْ لا يَأْثَمُونَ، وَلا يُلامُونَ إِذَا أَتَوا نِسَاءَهُمْ وَإِمَاءَهُمْ.
.تفسير الآية رقم (31):
{فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (31)}{فأولئك}(31)- وَمَنْ سَعَى إِلَى مُوَاقَعَةِ غَيْرِ مَنْ أَحَلَّهُنَّ اللهُ لَهُ مِنَ الأَزْوَاجِ وَالإِمَاءِ، فَهُوَ مُعْتَدٍ عَلَى حُرُمَاتِ اللهِ، مُتَجَاوِزٌ حُدُودَهُ.العَادُونَ- المُعْتَدُونَ المُتَجَاوِزُونَ الحَلالَ إِلَى الحَرَامِ.
.تفسير الآية رقم (32):
{وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (32)}{لأَمَانَاتِهِمْ} {رَاعُونَ}(32)- وَالذِينَ إِذَا ائْتُمِنُوا عَلَى أَمَانَةٍ رَدُّوهَا إِلَى أَصْحَابِهَا، وَلَمْ يَخُونُوا، والذِينَ إذَا عَاهُدُوا عَهْداً رَاعَوْهُ وَوَفَوْا بِهِ، وَلَمْ يَغْدِرُوا، وَلَمْ يَتَأَوَّلُوا.
.تفسير الآية رقم (33):
{وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ (33)}{بِشَهَادَاتِهِم} {قَائِمُونَ}(33)- وَالذِينَ يُؤَدُّونَ الشَّهَادَةَ، إِذَا دُعُوا إِلَى أَدَائِهَا عِنْدَ الحُكَّامِ، وَلا يَكْتمُونَهَا وَلا يُغَيِّرُونَهَا، والشَّهَادَةُ أَمَانَةٌ مِنَ الأَمَانَاتِ التِي أَمَرَ اللهُ تَعَالَى المُؤْمِنِينَ بِأَدَائِهَا عَلَى الوَجْهِ الأَكْمَلِ والصَّحِيحِ.
.تفسير الآية رقم (34):
{وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (34)}(34)- والذِينَ يُحَافِظُونَ عَلَى أَدَاءِ صَلَواتِهِمْ فِي أَوْقَاتِهَا، يُؤَدُّونَهَا حَقَّ أَدَائِهَا، وَيُتمُّونَهَا بِرُكُوعِهَا وَسُجُودِهَا، وَخُشُوعِهَا، وَيَجْتِهِدُونَ قَبْلَ الدُّخُولِ فِي الصَّلاةِ أَنْ يَسْتَبْعِدوا عَنْ أَنْفُسِهِمْ مَا يُمْكِنُ أَنْ يُلْهِيَهُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ، وَفَهْمِ مَا يَقْرَؤُونَ مِنَ القُرْآنِ وَإِدْرَاكِ مَا يَفْعَلُونَ مِنْ ذِكْرِ اللهِ، وَمِنْ رُكُوعٍ وَسُجُودٍ.
.تفسير الآية رقم (35):
{أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ (35)}{أولئك} {جَنَّاتٍ}(35)- وَهَؤُلاءِ الذِينَ يَتَمَتَّعُونَ بِالصِّفَاتِ السَّالِفَةِ وَيَقُومُونَ بِالعِبَادَاتِ عَلَى الوَجْهِ الأَكْمَلِ كَمَا أَمَرَ اللهُ تَعَالَى يُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي جَنَّتِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَيُؤَمِّنُهُمْ مِنْ هَوْلِ الفَزَعِ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ، وَيُكْرِمُهُمْ بِفَيْض مِنَ الكَرَامَاتِ التِي اخْتَصَّ اللهُ بِهَا عِبَادَهُ الصَّالِحِينَ المُخْلِصِينَ.
.تفسير الآية رقم (36):
{فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ (36)}{فَمَالِ الَّذِينَ}(36)- فَمَا لِهَؤُلاءِ الكَافِرِينَ الذِينَ عِنْدَكَ يَا مُحَمَّدُ يَنْطِلقُونَ نَافِرِينَ مِنْكَ مُسْرِعِينَ؟ قِبَلَكَ- الذِينَ فِي زَمَنِكَ، أَو الذِينَ عِنْدَكَ. مُهْطِعِينَ- مُسْرِعِينَ وُهُمْ يَمُدُّونَ أَعْنَاقَهُمْ.
.تفسير الآية رقم (37):
{عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ (37)}(37)- يَمُرُّونَ عَنِ اليَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ، مُتَفَرِّقِينَ، مُعْرِضِينَ، وَهُمْ يَسْتَهْزِئُونَ بِالرَّسُولِ الكَرِيمِ صلى الله عليه وسلم.عِزِينَ- مُتَفَرِّقِينَ.
.تفسير الآية رقم (38):
{أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ (38)}{امرئ}(38)- فَهَلْ يَطْمَعُ هَؤُلاءِ، وَهُمْ نَافِرُونَ مِنَ الرَّسُولِ الكَرِيمِ، مُعْرِضُونَ عَنْ سَمَاعِ الحَقِّ، أَنْ يَدْخُلُوا رَبِّهِمْ كَمَا يَدْخُلُهَا المُؤْمِنُونَ المُخْلِصُونَ؟. كَلا لا مَطْمَعُ لَهُمْ فِي ذَلِكَ مَا دَامُوا مُقِيمِينَ عَلَى كُفْرِهِمْ وَاسْتْهْزَائِهِمْ.
.تفسير الآية رقم (39):
{كَلَّا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ (39)}{خَلَقْنَاهُم}(39)- كَلا إِنَّهُمْ لَنْ يَدْخُلُوا الجَنَّةَ، وَسَيَدْخُلُونَ النَّارَ وَسَتَكُونُ مَأْوَاهُمْ وَمُسْتَقَرَّهُمْ، فَإِذَا كَانُوا يَسْتَبْعِدُونَ البَعْثَ وَالمَعَادَ، فَلْيَنْظُرُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ مِنْ أَيْ شَيءٍ خَلَقَهُمُ اللهُ؟ إِنَّهُ خَلَقَهُمْ مِنْ نُطْفَةٍ مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى، ثُمَّ جَعَلَهُمْ بَعْدَ أَطْوَارٍ كَثِيرَةٍ بَشَراً يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ، ثُمَّ يُمِيتُهُمْ حِينَمَا تَحِينُ آجَالُهُمْ، ثُمَّ يَعُودُ فَيَبْعَثُهُمْ مِنْ جِدِيدٍ، وَالإعَادَةُ أَهْوَنُ مِنَ البَدْءِ.
.تفسير الآية رقم (40):
{فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ (40)}{المشارق} {المغارب} {لَقَادِرُونَ}(40)- يُقْسِمُ تَعَالَى بِنَفْسِهِ الكَرِيمَةِ (وَهُوَ تَعَالَى رَبُّ المَشَارِقِ وَالمَغَارِبِ) عَلَى أَنَّهُ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مَنْ هُمْ أَمْثَلُ مِنْهُمْ، وَأَكْثَرُ طَاعَةً.
.تفسير الآية رقم (41):
{عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْرًا مِنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (41)}(41)- إِنَّهُ لَقَادِرٌ عَلَى أَنْ يُبَدِّلَ هَذَا الخَلْقَ الأَمْثَلَ بِهَؤُلاءِ المُشْرِكِينَ، وأَنْ يَجْعَلَهُمْ يَسْتَمِعُونَ دَعْوَةَ الرُّسُلِ وَنُصْحَهُمْ، وَأَنَّهُ تَعَالَى لا يُعْجِزُهُ ذَلِكَ، وَلا يَفُوتُهُ هَؤُلاءِ المُشْرِكُونَ هَرَباً فِي الأَرْضِ.(أَيْ إِنَّ اللهَ تَعَالَى قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَذْهَبَ بِهَؤُلاءِ الكَافِرِينَ، وَأَنْ يَأْتِيَ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ أَفْضَلَ وَأَمْثَلَ لِيَخْلُفُوهُمْ فِي الأَرْضِ).مَسْبُوقِينَ- مَغْلُوبِينَ أَوْ عَاجِزِينَ.
.تفسير الآية رقم (42):
{فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (42)}{يُلاقُواْ}(42)- فَدَعْهُمْ فِي تَكْذِيبِهِمْ وَعِنَادِهِمْ إِلَى يَوْمِ البَعْثِ، وَحِينَئِذٍ يَعْلَمُونَ عَاقِبَةَ أَمْرِهِمْ، وَسُوءَ مُنْقَلبَهِمْ، وَيَذُوقُونَ العَذَابَ بِمَا كَسبَتْ أَيْدِيهِمْ.يَخُوضُوا- يَنْغَمِسُوا فِي أَبَاطِيلِهِمْ.
.تفسير الآية رقم (43):
{يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ (43)}(43)- وَفِي ذَلِكَ اليَومِ يَخْرُجُونَ مِنَ القُبُورِ سِرَاعاً، حِينَ يَدْعُوهُم الدَّاعِي، يُسَابِقُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً، كَمَا كَانُوا يُهَرْوِلُونَ فِي الدُّنْيَا إِلَى النُّصُبِ حِينَ يُعَايِنُونَهُ، وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ يُرِيدُ أَنْ يَسْتَلِمَهُ قَبْلَ غَيْرِهِ تَبَرُّكاً بِهِ.يُوفِضُونَ- يُسَارِعُونَ.
.تفسير الآية رقم (44):
{خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ (44)}{خَاشِعَةً} {أَبْصَارُهُمْ}(44)- وَتَكُونُ أَبْصَارُهُمْ خَاشِعَةً ذَلِيلَةً مِنْ هَوْلِ مَا تَحَقَّقُوهُ مِنْ سُوءِ المُنْقَلَبِ والمَصِيرِ، فَذَلِكَ اليَوْمُ الذِي كَانَ الرُّسُلُ يَعِدُونَهُمْ بِهِ فَلا يُصَدِّقُونَ، بَلْ كَانُوا يُكَذِّبُونَ، وَيَسْخَرُونَ مِنَ الرُّسُلِ، وَمِنْ هَذَا اليَومِ، فَلْيَذُوقُوا اليَومَ العَذَابَ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ وَيَكْفُرُونَ.خَاشِعَةً- ذَلِيلَةً مُنْكَسِرَةً.تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ- تَغْشَاهُمْ مَهَانَةٌ شَدِيدَةٌ.
.سورة نوح:
.تفسير الآية رقم (1):
{إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (1)}(1)- إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ وَقُلْنَا لَهُ: أَنْذِرْ قَوْمَكَ بَأْسَ اللهِ وَعَذَابَهُ، قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ بِهِمْ عَذَابُ اللهِ الأَلِيمُ فِي الدُّنْيَا والآخِرَةِ.
.تفسير الآية رقم (2):
{قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (2)}{ياقوم}(2)- فَقَالَ نُوحٌ لِقَوْمِهِ: يَا قَوْمِ إِنِّي نَذَيرٌ جِئْتُ لأُبَيِّنَ لَكُم رِسَالَةَ رَبِّكُمْ بِلْغَةٍ تَعْرِفُونَهَا، وَلأَنْذِرَكُمْ عَذَابَ اللهِ، فَاحْذَرُوهُ أَنْ يُنْزِلَهُ بِكُمْ بِسَبَبِ كُفْرِكُمْ بِهِ.
.تفسير الآية رقم (3):
{أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ (3)}(3)- وَقَدْ أَمَرَ نُوحٌ قَوْمَهُ بِثَلاثَةِ أَشْيَاءٍ:- بِعِبَادَةِ اللهِ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ.- وَبِتَقْوَى اللهِ، وَالخَوْفِ مِنْ عَذَابِهِ، وَاجْتِنَابِ مَحَارِمِهِ.- وَبِإِطَاعَةِ نُوحٍ فِيمَا يَأْمُرُهُمْ بِهِ، وَفِيمَا يَنْهَاهُمْ عَنْهُ.
